من دون الآبتوب..
يومين الآن تقريبا لم نتكلم.. لقد إفتقدتها مرة تانية بعد أن إستعدت الكثير منها، إستعدت حبها وإهتمامها وغيرتها وحنانها.. لا أريد أن أفقدها مرة تانية، فأنا حتى لم أعتذر منها لما فعلته لها آخر مرة،، كانت متضايقة مني بعد أن قمت بتلك التصرفات الحمقاء مرة أخرى..
أتذكر جيداً أول رسالة أرسلتها لي من التويتر.. كنت أطير من الفرحة.. رغم أنها كلمتني بصفة سارا، لكن تلك الرسالة كانت دليل على وجودي في حياتها.. على أني لازلت هناك في قلبها و هناك شئ يربطنا.. هذه الرسالة التي كنت أقرؤها وأعيد قراءة المحادثة متل جميع المحادثات التي عندي في الواتساب.. أتذكر معها كل الذكريات وأسترجع كيف تكلمنا لأول مرة وكيف كان أول يوم معها وكم مرة تخاصمنا وكيف تصالحنا. كنت أريد فقط أن نتكلم.. رغم أني أتكلم بصفتي صديقتها و لوقت قصير لكن الكلام معها يجعلني أرتاح.. مجرد سؤالها عن كيف حالي يعطني دافع للحياة.
أتذكر أول مرة رأيتها متضايقة أمامي،، كنا نتمشى ساكتين ولا نتكلم.. لما وصلنا جلست جنبها وأنا أحس بالدنب،، كنت أنتظر فقط أن تؤنبني كي أرتاح.. فأنا في تلك اللحظة مجرد طفل صغير بين يديها وأخاف من غضبها عليّ.. كانت فعلا لحظة ضعف و لم أعرف ما أفعل.. ضممتها فقط و طلبت منها أن تسامحني، وفعلا بقلبها الطيب وحبها لي لم تترد أبدا في مسامحتي وضمي.. كنت مستسلم لتلك المعاملة الأمومية لي، بدون أي ردات فعل أتركها تعاملني كطفل، وحقا بين يديها كنت مجرد طفل.
وأنا بعيد عنها، يكون إرضاؤها بعد غضبها صعباً، لأنها تكون غاضبة و تعطيني محاضرة تأديبية طويلة.. عندما يكون للأمر علاقة بالشراب أو مخدر فإن المحاضرة يمكن أن تستمر لساعات.. بنفس طريقة أمي لما تعرف أني قمت بغلط كبير،، تأتي و تجلس جنبي و تستمر محاضرتها حتى يغلبني النعاس.. لكنه إحساس جميل جداً، أن تشعر بإهتمام الأم.. حنانها و خوفها عليك.. وأفضل شئ يمكن أن تناله في حياتك أن يكون لك أم أولى و تانية يعاملونك بنفس الطريقة،، ذلك ما لديّ أنا..
لكن الأم التانية كانت تعزف على أوتار قلبي و تتكلم على حاجتها لي،، وتجعلني أحس بحاجتي لها، كنت أسمع كلامها وتأنيبها لي وأحاول إستغلاله لأقصى درجة.. كنت أشعرة بنشوة زائدة من الحنان.. لكن ما كان يعجبني أكثر هو عندما تكون مضايقة مني أو خائفة علية و تبكي.. لا أعرف لماذا !! لكن يعجبني ذلك، يعجبني إستسلامها لمشاعرها، وسيعجبني أكثر لو كانت تبكي وحضنتها بقوة وتستسلم في حضني.. تلك اللحظة فقط التي سأحس بنفسي أني رجل بحضنها.. وليس كطفل كما أكون بين يديها كل مرة.
الآن لا أعرفها كيف تحس، هل مازلت مضايقة مني أم أن ذلك الحفل وصديقاتها جعلوها تنسى كل شئ، لا أعلم نتائج القدرات.. لا أعرف شيئا أبدا.. عن نفسي لا أعرف كيف أحس أو ماذا سأفعل !!
أريد فقط أن أكلمها،، أن تسأل عني و أعرف حالها.. أريد فقط تلك الأم الثانية، فـ الآن أحس بنفسي يتيم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق