رغم مرور أكثر من شهرين على تلك الأحداث، لم أجد أنفسي بعد.. لم أستطع تحرير نفسي بعد كما فعل الجميع. مُخلفات تلك الأحداث مازالت آثارها على ذاكرتي و جسمي.. ترافقني في كل مكان ولا تريد الزوال. لكن الشيء الذي يؤثر فيٌ كثيراً هو ذاك الشعور بالوحدة، أو ذاك الفراغ الذي تركته خلفها.
لاشئ يقتلني و يسلب الحياة مني أكثر من الوحدة، ذاك الشعور الخانق بأنه لا احد هناك ينتظرك.. رغم ذلك لم أحاول البحث عن أحد غيرها، دائما كنت أظن أن البشر جمعيا لن يملؤ ذلك الفراغ الذي تركت..
لم أحاول الخروج من هذه الغرفة الصغيرة، لا أريد الخروج إلى ذلك العالم الكبير الذي يثير قرفي و غثياني. فالعالم مكان موحش.. هكذا أحس كلما استولى علي الخوف بالشعور من أن لا احد يهتم بي ولا حتى نفسي ! لهذا أردتُها دوماً معي.. لم أرد أن تبتعد و تتركني أضيع وحيدأ في عالم لا يفهمني ولا يريد أن يستمع إلي.
كم أود أن نستمر معاً إلى مالا نهاية.. كم أرغب أن يرن هاتفي و تفاجئني بصوتها و دلالها.. كلمة أو كلمتين ستجعل هذا العالم يصغر و الزمن يتوقف و كل ثقله يتلاشى نحو الآشئ..
حينما رأيت رسالتها اليوم شعرت بالفرح.. شعرت أن كل همومي تبخرت وإختفت، كتب جوابا بسرعة علها ترد عليّ؛ لكن مع مرور الوقت ومن غير جواب، أحسست مرة أخرى بالزمن وحشاً كبيرا يلتهمني مع كل ثانيه تمر.. كنت أقرأ رسالتها وكل ماكتبته اليوم، كنت أبحث عن كل معاني الإشتقاق بين السطور.. أردت أن أتأكد أن إشتياقها لي كما تصورته في أحلامي.. أفكاري.. وما أرسمه بين صفحات الكتب،، أردت أن أتأكد أن حبنا قوي ولن يدمره الزمن و الغياب.. أحاول أن أنكر جبروت الزمان في تفكيك الشعوب وتمزيقها رغم الروابط التي تجمعها.. أردت فقط أن أتاكد ! لكن تأكدت أنه لا يوجد شئ.. مجرد كلمات كلمات لقلبها.
كم هو رهيب هذا الشعور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق