الأحد، 14 سبتمبر 2014

الجسد و الروح



ككل يوم بصوت المنبه أستيقظ.. الرابعة صباحاً، لا أرى سوى الفراغ من حولي.. غرفة صغيرة و ضيقة.. مناديل مستعملة هنا و هناك بسبب نوبات الزكام التي تصيبني.. حوالت فتح النافذ ليدخل نور الشمس لغرفتي المظلة.. لاشئ.. تذكرت أنها الرابعة صباحاً.. ظلام و سكون. منبه الجوال مازال يرن.. تلك الأغنية المزعجة التي كانت يوما مفضلة لدي.. الآن صرت أكرهها، تحرمني من نومي و دفئ فراشي، فعلآ من أراد أن يكره أغنية عليه فقط أن يضعها رنة للمنبه. 
أطفأت المنبه و رجعت لأستلقي في السرير.. تلك الآفكار مزالت تقثات على دماعي.. أحس به يتآكل كل يوم. قلبي مزال متعلقاً.. أريد الدهاب أيضا. فقط تذكرة طائرة ما أحتاجه.. هي من ستصنع سعادتي و تخلصني من هذا المعركة الابدية بين البقاء والرحيل.. لا شىء هنا سوى غربة الروح.. روح جاءت من بعيد و تركت كل شئ هناك.. الأم.. الأب.. الأهل.. الأصدقاء.. الماء و الطعام.. فرح و سعادة.. إهتمام.. و كل ما يفصلني عنهم هو تذكرة طائرة لن أستطيع إمتلاكها.. كما يقولون الأغبياء المال لا يصنع السعادة و أنا أقول لهم أن الفقر يصنع التعاسة.. 
لهذا يجب علي النهوض و العمل.. تلك المشاعر و الأفكار و الإشتياق و كل ما تخلفه الغربة على شخص فقير، يجب علي نسيانها.. فعلا لا يهم ما سيحدث لي و ما أحس به.. لكننى اتعلق بهؤلاء الذين احببتهم جداً.. لا اخشى أن يصيبنى شىء، لكننى اخشى ان يتألم احدهم ولست جانبه ولا اعلم عنه شىء ! تجربة ربما تكون الاقسى في حياتي.. 

لا أعرف كيف يمر الوقت سريعا لما تجرني الأفكار بعيدا، أجد روحي مازالت في الفراش.. لكن جسدي قام وأعد الفطور و جلس هناك ينتظري.. سأنتظم لجسدي..لم تبقى سوى 10 دقائق على خروجي.. 10 دقائق لتنفصل كل هذه الافكار عني.. ترتاح روحي و يبدأ جسدي في العمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق